وقعت مؤسسة محمد إبراهيم السبيعي وأولاده الخيرية “غُروس” مؤخراً اتفاقية مع جمعية البُن بمنطقة عسير، وذلك لدعم مزارعي البُن (القهوة) في المنطقة، بهدف زيادة الكفاءة والإنتاجية في زراعة هذا المنتج السعودي العريق، إذ تعد القهوة السعودية من التقاليد الوطنية الأصيلة ذات المكانة الخاصة في المجتمع السعودي، كونها من جذور الإرث الثقافي الوطني، الذي عرف به المواطن السعودي في إكرام الضيف، وإظهار الاحتفاء به، وتعد القهوة السعودية من معالم ذلك.
وقد حرصت غُروس الخيرية على تنويع أوجه الدعم المُقدم لمزارعي القهوة في عسير؛ ليشمل: بناء خزانات أسمنتية، وتوفير خزانات المياه، وتوفير أدوات فرز القهوة، وغيرها من أوجه الدعم التي تقدمها لدعم مزارعي ومنتجي البُن، لتحسين نمط حياتهم، ومساعدتهم لزيادة الإنتاجية والتغلب على الصعوبات التي تواجههم، والتي من أبرزها صعوبة توفر المياه في المناطق الجبلية المستهدفة، وفي الوقت نفسه حرصت غُروس على المساهمة في توفير جوانب من الدعم التشغيلي اللازم لجمعية البُن في عسير، لتوفير الاستدامة المالية لها، ودعمها في تحقيق أهدافها بزيادة الجدوى الاقتصادية لقطاع زراعة البُن.
وأطلقت غروس الخيرية هذه المبادرة في دعم مزارعي القهوة في عسير اتساقاً مع الاهتمام الذي توجهه الحكومة السعودية بهذا المنتج عبر اعتمادها لعدد من المبادرات والبرامج لذلك؛ حيث عملت على رفع نسبة إنتاج البُن، والسعي إلى جعل (15) محافظة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة مصدرًا مهمًا لإنتاج البُن السعودي، ومن المتوقع أن ينمو هذا القطاع بنسبة (5%) خلال السنوات المقبلة، حيث تستهدف خطة التطوير زراعة (1,2) مليون شجرة بُن بحلول عام 2026م، الأمر الذي يجعل البُن السعودي من المحاصيل ذات العائد الاقتصادي المرتفع، والمميز نسبياً، ما يزيد أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ويرفع مساهمته في الاقتصاد الوطني وفق مستهدفات رؤية 2030.
ويذكر أن المملكة تعد من ضمن أكثر (10) دول في العالم استهلاكًا للبُن، وقد شهدت زراعة البن في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة نموّاً ملحوظاً ونقلةً نوعية، حيث أصبح البُن السعودي مصنفاً الأول عالمياً من حيث الجودة وفقاً لوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، والتي أكدت أن المملكة تحتضن أكثر من (2535) مزرعة بُن في المناطق الجنوبية، وأكثر من (500) مزرعة بُن نموذجية، ويقدّر الناتج المحلي من البُن السعودي في المحافظات الجبلية بمناطق جازان والباحة وعسير (1810) طن سنوياً.
نسأل الله عز وجل أن يجعل كل ما تقدمه مؤسسة غُروس الخيرية في ميزان حسنات الواقف والمؤسس محمد إبراهيم السبيعي وزوجه رحمهما الله وذريتهما وجميع القائمين والعاملين في المؤسسة.