نظمت مؤسسة محمد إبراهيم السبيعي وأولاده الخيرية “غروس” يوم الأربعاء 14 ديسمبر 2022م حلقة نقاش بعنوان: توظيف التطوع في الاستثمار الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وذلك لبحث آليات توظيف التطوع بمفهومه الشامل ودوافعه وأهدافه الدينية والانسانية والاجتماعية ليسهم في خدمة منظومة الاستثمار الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وحظيت هذه الورشة بحضور كوكبة من كبار الخبراء والمستشارين والمختصين بمجالي التطوع والاستثمار الاجتماعي في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية ذات الصلة في المملكة العربية السعودية، والذين كان لهم الفضل – بعد الله عز وجل – في نجاح هذه الحلقة وتحقيق أهدافها المرجوه وتجويد مخرجاتها.
وقد بدأ اللقاء بكلمة افتتاحة لسعادة الأمين العام لمؤسسة غُروس الخيرية الأستاذ/ عبدالوهاب بن محمد الفايز، وذلك للترحيب بالضيوف وشكرهم على الحضور، وتوضيح منطلقات مؤسسة غُروس الخيرية من تنظيم هذا اللقاء أو هذه الحلقة رغبةً في إقامة نقاش مفتوح يعتمد على العصف الذهني وتبادل ونقل الخبرات والاستفادة من الممارسات العملية القائمة التي تخدم توظيف التطوع في مجال الاستثمار الاجتماعي، مع استعراضه لتجربة مؤسسة غُروس الخيرية في مجال الاستثمار الاجتماعي، باعتباره مجالاً استراتيجياً رئيساً تسهدفه المؤسسة، وإنشاؤها شركة متخصصة (شركة نمال للاستثمار الاجتماعي) لتكون الذراع الفاعل لغروس الخيرية في مجال الاستثمار الاجتماعي، ولتعزز من دور المؤسسة في تنفيذ فرص استثمارية منوعة تخدم مختلف القضايا الاجتماعية والخيرية بأساليب ومنهجيات مبتكرة ونوعية.    
      وتلى ذلك كلمة المهندس/ إلياس عبدالكريم (الرئيس التنفيذي لشركة نمال للاستثمار الاجتماعي) للتعريف بالشركة والحديث عن خططها الاستراتيجية ومساهماتها الاستثمارية القائمة حالياً بمختلف الفرص والمشروعات الاجتماعية، معرباً عن كم التحديات التي تواجهها الشركة وبالأخص وأن مجال الاستثمار الاجتماعي في المملكة العربية السعودية لا يزال في مراحل التطور والنضج، وبالتالي يسعى القائمون على الشركة فتح آفاق جديدة في هذا المجال، ولعل أحدها هو موضوع هذه الحلقة باعتبار التطوع جهد يمكن تحويله إلى أموال، وطرح تساؤلاً رئيساً حول: هل يمكن التطوع في شركة اجتماعية ربحية؟، وهو ما تم مناقشته في هذه الحلقة والتي جاءت على ستة محاور رئيسة وهي: المحور الأول (واقع التطوع في مجال الاستثمار الاجتماعي)، وقدمه سعادة الأستاذ/ محمد آل ساعد (مدير عام التطوع في المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي)، والمحور الثاني (آليات توظيف التطوع في الاستثمار الاجتماعي)، وقدمه سعادة المهندس/ عثمان هاشم (رئيس مؤسسة وقف شباب خير أمة)، والمحور الثالث (مجالات وفرص التطوع في الاستثمار الاجتماعي)، وقدمته سعادة الأستاذة/ لجين العبيد (الرئيس التنفيذي لمنظمة تسامي لصناعة الأثر)، والمحور الرابع (عوائد التطوع في الاستثمار الاجتماعي)، وقدمه سعادة المهندس/ حمد الكلثم (نائب الرئيس لقطاع التطوير (المكلف) ومدير عام الاستثمار الاجتماعي بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي)، والمحور الخامس (حقوق المتطوعين وواجباتهم في مجال الاستثمار الاجتماعي)، وقدمه سعادة الأستاذ/ محمد آل ساعد (مدير عام التطوع في المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي)، ومن ثم المحور السادس والأخير (تطبيقات ونماذج فاعلة للتطوع في مجال الاستثمار الاجتماعي)، وقدمته الأستاذة/ نورة العاصم (رئيس مجلس إدارة جمعية أرماء التعاونية للتنمية البشرية).
     وقد خلصت هذه الورشة إلى جملة من التوصيات؛ أبرزها: أهمية أن يكون هناك جهوداً فعلية وممارسات مقننة ومبتكرة تجمع بين التطوع ومجال الاستثمار الاجتماعي، مع أهمية تبني أساسيات وتشريعات موحدة للعمل التطوعي في مجال الاستثمار الاجتماعي تحديداً ليكون عملاً محوكماً بما يقضي على تضارب المصالح وإمكانية استغلال المتطوعين، وكذلك أهمية تعزيز الجانب الإنساني ليطغى على الجانب التجاري في سبيل الدمج المنشود والمستهدف بين التطوع والإستثمار الاجتماعي، بالإضافة إلى أهمية الربط والجمع بين توظيف التبرع وأساسيات ومبادئ التنمية المهنية المستدامة بالشكل الذي يمكن من خلاله تعزيز توظيف التطوع في مجال الاستثمار الاجتماعي.